احتضن موقع شالة الأثري بالرباط، يوم الثلاثاء 13 ماي 2025، احتفالا رسميا بمناسبة مرور عقد على التعاون المغربي-الإيطالي في مجال المحافظة وتثمين التراث الأثري بالمملكة (2015-2025).

 وشكل هذا الحفل الذي حضره مسؤولون مغاربة وإيطاليون رفيعو المستوى، مناسبة لتسليط الضوء على حصيلة المشاريع المنجزة في إطار هذا التعاون الثنائي المثمر الذي يندرج ضمن اتفاق تحويل الدين إلى استثمارات عمومية، الموقع بين حكومتي البلدين سنة 2013، والتي شملت المواقع الأثرية شالة، ووليلي، وليكسوس، وبلغت الاعتمادات المالية المخصصة لها ثلاثة ملايين أورو.

 وأكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، في كلمة بالمناسبة، أن المغرب وإيطاليا تجمعهما علاقات استثنائية، مؤكدا أنهما “بلدان للثقافات وموئلان للابتكار الفني جعلا من الثقافة منذ قرون ركيزة للتاريخ”.

 وأضاف السيد بنسعيد أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، “اختار الإقلاع المندمج والشامل، وجعل من الثقافة والرأسمال البشري ركيزة لهذا الإقلاع”، مضيفا أن الحفاظ على التراث وتعبئة الموارد لتثمينه يعدان من متطلبات سياساتنا العمومية”.

 وأبرز الوزير، من جهة أخرى، أن المدرسة الأركيولوجية الإيطالية “متميزة ومتمكنة من التكنولوجيات الحديثة في مجال ترميم وتثمين التراث”. وأكد بالقول “نتقاسم نفس العشق ونفس التعبؤ للالتزام لفائدة تراثنا، ولتوظيف الرقمنة والذكاء الاصطناعي باعتبارهما آليتين لإخراج التراث من منطق الصمت إلى حوار حي مع الجمهور”.

 من جهته، أعرب سفير إيطاليا بالمغرب، أرماندو باروكو، عن فخره بالاحتفال بعقد من التعاون الثنائي في مجال رئيسي هو الحفاظ على التراث التاريخي والأركيولوجي المغربي وتثمينه.

 وأضاف باروكو “نتقاسم تاريخا عريقا في حوض المتوسط، والعلاقات الثقافية بين بلدينا لها جذور ضاربة في القدم”، مشيرا إلى أن الجالية المغربية بإيطاليا تمثل أكبر جالية من خارج أوروبا، وتمثل “نموذجا للاندماج والنجاح، وتشكل مصدر شرف لإيطاليا وللمغرب على السواء”.

 وأكد الدبلوماسي الإيطالي أن بلاده وظفت في إطار التعاون المحتفى به اليوم خبراتها ومؤسساتها المختصة من أجل المساهمة في الحفاظ على بعض أعظم المآثر في المغرب “البلد المتميز الذي يجمع بين جمال الطبيعة وعراقة التاريخ والتراث”.

 من جانبها، أكدت مديرة الوكالة الإيطالية للتعاون من أجل التنمية، إيزابيلا لوكافيري، أن “المغرب وإيطاليا بلدان تجمعهما علاقات صداقة وتعاون متبادل عريقة”، مبرزة أن مشاريع الحفاظ على التراث المغربي وتثمينه تندرج ضمن المبادرات الكبرى للتعاون الإيطالي بالمملكة.

 وشددت المسؤولة الإيطالية على أن هذا العمل تم بشراكة مع مديرية التراث التابعة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، وشمل ثلاثة مواقع أثرية رئيسية هي شالة ووليلي وليكسوس، مشيرة إلى أن المديرية وقعت في هذا الصدد اتفاقية مع جامعة سيينا والمعهد المركزي للترميم بإيطاليا لتبادل الخبرات وتوظيف تقنيات عالية الجودة في عمليات الترميم.

 بدورها، أبرزت ممثلة وزارة الاقتصاد والمالية، التي تعتبر شريكة في هذه المشاريع، أن هذا التعاون هو “تعاون مثمر يكرس التزام المغرب وإيطاليا المشترك بالحفاظ على تراث تاريخي لا يقدر بثمن”.

وأضافت أن التدخلات التي تمت في إطار هذا التعاون النموذجي “مكنت من ترميم صروح تاريخية ذات رمزية قوية في شالة ووليلي وليكسوس”، وسمحت بنقل خبرات نوعية بفضل الشراكات مع مؤسسات مرجعية إيطالية.

 وشهد هذا الحدث، الذي نظم بتعاون مع السفارة الإيطالية والمعهد الثقافي الإيطالي، حفلا غنائيا أوبراليا أحيته مواهب شابة من أكاديمية كيجانا الإيطالية، أمتعت الحضور بمقطوعات خالدة لعمالقة الأوبرا مثل موزارت وروسيني وفيردي وبيلييني.

 يشار إلى أن التعاون المغربي الإيطالي في مجال الحفاظ على التراث المغربي وتثمينه، هم موقع شالة الأثري بالرباط من خلال ترميم المدرسة المرينية استنادا إلى دراسات أثرية وتقنية قامت بها جامعة سيينا الإيطالية، وترميم الموقع القديم لشالة بدعم تقني من نفس المؤسسة الجامعية.

 كما هم هذا التعاون موقع وليلي الأثري بمكناس، حيث شمل ترميم قصر غورديان، بناء على دراسات علمية أثرية وتقنية أجرتها جامعة سيينا الإيطالية، وتهيئة مسار الزيارة، وترميم الأرضيات الفسيفسائية بمنزل فينوس بالاعتماد على خبرة تقنية وأثرية لجامعة سيينا وللمعهد المركزي للترميم بروما.


 أما على مستوى موقع ليكسوس الأثري بالعرائش، فقد تمت في إطار هذا التعاون تهيئة مسار الزيارة، وترميم المسرح المدرج ومجمع القصر، وذلك بناء على دراسات معمارية وأثرية حول حالة حفظ هذه المعالم من إنجاز جامعة سيينا الإيطالية.


 

 ومع 13 ماي 2025