افتتح وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، وسفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بالمغرب، روبرت دولغر، يوم الثلاثاء بالرباط، المعرض المتنقل “كوكب إفريقيا – سفر أركيولوجي عبر الزمن” في محطة أولى ضمن جولة في عدد من دول القارة.
ويهدف هذا المعرض الذي ينظمه المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث ولجنة الأركيولوجيا والثقافات غير الأوروبية والمعهد الأثري الألماني، إلى تسليط الضوء على النتائج الكبرى للأبحاث الأركيولوجية التي تم إجراؤها خلال العقود الأربعة الأخيرة من طرف بعثات علمية مشتركة إفريقية وألمانية، والتي تبرز غنى الموروث الأركيولوجي الإفريقي.
وقال السيد بنسعيد في كلمة بالمناسبة إن هذ المعرض الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 27 نونبر الجاري بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، “يمثل نتيجة تعاون مثمر بين المغرب وألمانيا، ويمثل محطة جديدة تشهد على إرادتنا المشتركة لتثمين التراث الثقافي والأركيولوجي الغني للقارة الإفريقية”.
وأضاف السيد بنسعيد أن هذا المعرض “يمثل دعوة إلى سفر ساحر عبر التاريخ من أجل اكتشاف جذور حضارتنا الإفريقية”، مبرزا أنه بفضل الأبحاث التي أجرتها فرق علمية مرموقة، يمكن الوقوف على تنوع الثقافات الإفريقية، وعبقرية الأجداد وقدرتهم على التكيف مع محيطهم.
وأعرب الوزير عن فخره لاختيار المغرب كأول بلد يستضيف هذا المعرض المتنقل، مبرزا أن هذا الاختيار يؤكد الدور المحوري الذي تضطلع به المملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الحفاظ على التراث الثقافي الإفريقي، وكذا في نشر المعارف المرتبطة أساسا بالأبحاث الأركيولوجية.
من جهته، أبرز سفير ألمانيا بالرباط، في كلمة مماثلة، أن “كوكب إفريقيا – سفر أركيولوجي عبر الزمن” يمثل تجليا من تجليات التعاون المتين والمتنوع القائم بين المغرب وألمانيا، معتبرا أن الأمر يتعلق بحدث يعكس أيضا العمل المهم الذي قام به الباحثون الألمان والمغاربة والأفارقة في مجال الأركيولوجيا.
وأضاف السيد دولغر أن هذا المعرض يسعى لجعل الاكتشافات الأثرية بالقارة الإفريقية، مهد البشرية، متاحة للعموم، وللشباب بشكل خاص، سيما وأنه يتضمن عناصر من تراث المغرب الذي يعد أحد المواقع الأكثر أهمية بالقارة في مجال الأركيولوجيا.
من جانبه، أكد الباحث في مجال الأركيولوجيا، يورغ لينستادتر، عن المعهد الأثري الألماني، أن معرض “كوكب إفريقيا – سفر أركيولوجي عبر الزمن” يشكل مناسبة لتقديم نتائج أبحاث أركيولوجية استمرت مدة طويلة من الزمن، مشيرا إلى أنه يوظف صورا ونصوصا مكتوبة ومواد سمعية بصرية من أجل تقريب الزوار من الإرث الأركيولوجي الغني للقارة.
وأوضح في هذا الصدد أن الأمر يتعلق برحلة تقود الزائر عبر تاريخ إفريقيا يتوقف فيها عند مختلف جوانب تطور الإنسان والتراب بالقارة، والابتكارات التي صنعها الإنسان الإفريقي عبر تاريخه بغرض التكيف مع بيئته.
ويتوزع المعرض على ستة مواضيع تمنح سفرا في قلب الاكتشافات الأركيولوجية الأكثر بروزا بالقارة، وهي “التنوع والغنى الطبيعي بالتنوع”، و”التحول إلى إنسان- الخطوات الأولى الحاسمة”، و”المعارف والمهارات والتقنيات المرنة”، و”علامات وصور، معارف متصو رة”، و”مواد أولية- تبادل، تجارة وسلطة”، و”آفاق جديدة- الأركيولوجيا الإفريقية اليوم”.
وحسب المنظمين، فإنه عبر هذه الوحدات الست، يتجلى المشهد البانورامي لقارة جذابة بغنى تتوعها الطبيعي وفنها ومهاراتها التقنية، حيث عرفت المجموعات البشرية الافريقية عبر آلاف السنين كيف تتكيف مع التقلبات البيئية بصمود ملحوظ”.
وبالموازاة مع المعرض، تم وضع برنامج مواز يضم ندوة علمية تشكل أرضية تبادلية بين الباحثين المغاربة والألمان لتعميق التفكير حول نتائج الأبحاث الأركيولوجية بإفريقيا، بالإضافة إلى رحلة علمية إلى المواقع الأركيولوجية والتراثية بالرباط -تمارة لفائدة المشاركين فيها.
يذكر أنه بعد المغرب، سيحط المعرض رحاله في كل من الموزمبيق ونيجيريا وكينيا وغانا.
ومع 19 نونبر 2024
وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة تنظم الدورة السابعة والعشرين لجامعة مولاي علي الشريففي موضوع” تدبير الماء في عهد الدولة العلوية الشريفة”الريصاني: 22-23 نونبر 2024
في إطار جهودها الرامية إلى دعم برامج التنمية