عنى هذا المهرجان بالاحتفاء بواحد من الفنون الأندلسية الأصلية، وهو فن الغرناطي الذي يعتمد إلى جانب فن الطرب الأندلسي، على مفهوم النوبة وعلى مجموعة من المصطلحات الموسيقية المتداولة في الموسيقى الأندلسية المعروفة في كل من المغرب والجزائر، خصوصا في المدن العريقة كفاس، ووجدة وتلمسان. وتعود أصول هذا الفن إلى الحضارة الأندلسية، حيث كانت حواضرها الكبرى خلال القرن الحادي عشر الميلادي، تتنافس فيما بينها لتقدم أجود ما عندها من الإبداعات الفنية إيقاعا وشعرا. وقد اشتهرت كل من مدينة قرطبة واشبيلية بكونهما مهد الريادة لهذا الفن الأصيل. لينتقل فيما بعد إلى الدول المغاربية، بعد الهجرة الفكرية للعرب من الأندلس، وخروج بني الأحمر من آخر معقل للمسلمين بغرناطة. وقد تميز هذا الفن بالغنى والتنوع في إيقاعاته.
و يهدف هذا المهرجان إلى تعزيز حضور هذا الموروث الفني الراقي الأصيل في المشهد الفني وطنيا وعالميا، والحفاظ عليه وصيانته من النسيان بتشجيع المواهب الشابة على الإقبال على المشاركة في مسابقات الإنشاد والعزف والنظم المدرجة ضمن فعالياته، والتعاطي لتعلمه في المعاهد الموسيقية الوطنية، ليكونوا سفراء لهذا الموروث الفني في المغرب وخارجه.