تزخر الصحراء المغربية بتراث ثقافي مادي وغير مادي متميز، يساهم إسهاما كبيرا في التعرف أكثر على تاريخ المغرب، ويغني بذلك معرفتنا بجزء من التاريخ القديم للبشرية جمعاء واٍبراز التنوع الحالي للثقافة المغربية. وللتعريف بهذا التراث وتثمينه، وإظهار مدى غناه على مستوى التراث الأثري الذي يعود لآلاف السنين، وكذا التراث اللامادي الأصيل والمتنوع، تنظم وزارة الشباب والثقافة والتواصل يومي 5 و6 فبراير 2023 معرضا بالداخلة تحت عنوان “الصحراء المغربية: تراث أثري عمره آلاف السنين”، وملتقى علميا تحت عنوان “القيمة العلمية للتراث المادي واللامادي بالصحراء المغربية” وذلك بفضاء دار الثقافة الوحدة بالداخلة.
خلال هاذين اليومين، سيتم التعريف بأهم تجليات هذا التراث، من خلال الأبحاث العلمية الأخيرة التي يجريها المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع جمعيات وطنية ومحلية وبدعم من السلطات المحلية. فمن خلال المعرض، سيكتشف الزائر العمق الإفريقي للمملكة تاريخيا وحضاريا، وسيقف على العديد من اللقى الأثرية التي تؤرخ لمختلف الحضارات التي شهدتها المنطقة والتي ترجع إلى مابين مليون و 4 آلاف سنة.
من جهة ثانية، سيشكل الملتقى العلمي فرصة لتقديم العديد من المداخلات التي تهم المعطيات الجيومورفولوجية والجيولوجية للصحراء المغربية، وعرض نتائج الأبحاث الأثرية المنجزة بالصحراء المغربية وما كشفت عنه بخصوص العديد من المواقع الأركيولوجية التي يعود تاريخها الى آلاف السنين. كما سيكون مناسبة لتقديم عروض تخص التراث اللامادي، وخاصة الموروث الثقافي الحساني بمختلف أوجهه والذي يعتبر نظاما متكاملا من التفاعلات التراثية والأنتروبولوجية والعلاقات الاجتماعية والتشكيلات الفنية والطقوس والعادات الراسخة، وأحد روافد الثقافة المغربية.