شكلت الدورة ال15 لموسم طانطان التي نظمتها مؤسسة ألموكار تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ما بين 14 و19 يونيو الجاري محطة مهمة في التعريف بتنوع وأصالة تراث الصحراء. وعرفت هذه المحطة الثقافية البارزة تنظيم أنشطة تراثية وفنية وخيام موضوعاتية، وعروض فلكلورية (سباقات الإبل والفروسية)، إلى جانب سهرات فنية وموسيقية، ومعرض للصور تؤرخ لموسم طانطان.
كما تميزت الدورة ال15 للموسم بتنظيم المعرض التشكيلي السنوي “جماليات من الصحراء” الذي يسعى إلى توثيق وعرض جوانب من الموروث الثقافي المحلي من خلال الإبداع التشكيلي.
ومثل موسم طانطان مناسبة أيضا لاستكشاف فرص الاستثمار بإقليم طانطان من خلال “مؤتمر الاستثمار الأخضر” أحد الأحداث الهامة ضمن فعاليات الموسم.
وشكل المؤتمر فرصة لتبادل وجهات النظر بين الفاعلين في القطاعين العام والخاص والمحليين والأجانب حول فرص وإمكانات الاستثمار بالإقليم.
كما شكل هذا الحدث الاقتصادي مناسبة للتعريف بالجهود التي يبذلها المغرب لفائدة المستثمرين وأيضا استكشاف الفرص والمؤهلات التي تزخر بها طانطان لدى الفاعلين الاقتصاديين.
من جانبهم، بصم الصناع والحرفيون التقليديون أطوار هذه النسخة من الموسم بلمسات إبداعية وحرفية ومنتجات صحراوية أصيلة. واستعرض الصناع هذه الإبداعات خلال معرض نظمته غرفة الصناعة التقليدية لجهة كلميم واد نون ضمن فعاليات الموسم تحت شعار ” لمسة الصانع التقليدي : فن ، إحساس وذوق”.
وكان وزير الثقافة والاتصال، السيد محمد الأعرج، قد أكد في كلمة بمناسبة افتتاح هذا الحدث، أن هذا الأخير يعد نافذة “القيم التي ينثرها الإنسان الصحراوي في ساحة “السلم والتسامح” التي اكتسبت بدورها روحا وذاكرة ترتوي من منابع الثقافة الحسانية”.
كما اعتبر أن “سنة التطور شاءت أن يتفرع المهرجان عن جذوره وأصالته ويكتسب ممارسات أخرى ويستقبل ضيوفا مميزين يحملون صوته خارج الحدود وزوارا قادمين من مختلف جهات المملكة لتذوق طعم الصحراء”.
وحضرت الجمهورية الإسلامية الموريتانية بصفتها ضيف شرف على فعاليات الدورة الحالية للمهرجان في تجسيد لعمق العلاقات الثقافية والتاريخية والحضارية التي تجمع بين البلدين وتعبيرا عن القواسم المشتركة العديدة بين الثقافتين.
وشاركت الإمارات العربية المتحدة في فعاليات هذه الدورة من خلال جناح تشرف عليه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجهات الرسمية المعنية بصون التراث الثقافي.
وتم تصنيف موسم طانطان، سنة 2005 من قبل منظمة اليونيسكو ضمن “روائع التراث الشفهي الغير مادي للإنسانية”، والمسجل سنة 2008 بالقائمة التمثيلية للتراث الثقافي الغير مادي للإنسانية.
ومع 19 يونيو 2019