جائزة المغرب للكتاب
وتكريسا لقيمة هذه الأخيرة، عملت الوزارة على الرفع التدريجي للمبلغ المالي المرصود لها ليصل إلى 120.000 ألف درهم حاليا. وقد عرف المرسوم المنظم لها عدة تعديلات، فمرسوم سنة 2012 أضاف جائزة جديدة، حيث تم إحداث جائزة خاصة بالعلوم الإنسانية وأخرى بالعلوم الاجتماعية بعد أن كانت تمنح جائزة واحدة للمجالين معا. ومنذ ذلك الحين وهي تشتمل على ستة فروع، هي: السرديات والمحكيات، الشعر، الدراسات الأدبية واللغوية والفنية، العلوم الإنسانية، العلوم الاجتماعية والترجمة. وتطبيقا للترسيم الدستوري للغة الأمازيغية، تم التنصيص على لغات المصنفات المرشحة، ومن بينها أساسا اللغتان العربية والأمازيغية والتعبير الحساني.
وفي سنة 2018، عرف المرسوم المنظم للجائزة إضافة ثلاث جوائز جديدة، وهي كالتالي:
- جائزة المغرب التشجيعية للإبداع الأدبي الأمازيغي، وترشح لها الأعمال الشعرية والروائية والمسرحية والقصصية بالأمازيغية،
- جائزة المغرب التشجيعية في الدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية، وترشح لها الدراسات التي تتناول جوانب الثقافة الأمازيغية ولغتها، والمكتوبة بحروف تيفناغ أو بأي لغة أخرى،
- جائزة المغرب للكتاب الموجه للطفل والشباب، وترشح لها الإبداعات والأعمال التي تستهدف الأطفال والشباب. وفي سياق إحاطة هذه الجائزة بكافة الضمانات المحصنة لمصداقيتها، تعززت المسطرة التنظيمية الخاصة بها سنة (2016)، بإصدار القانون الداخلي المنظم لعمل اللجان الموكول إليها مهمة القراءة والتداول والبث في الأعمال المرشحة لاختيار أحقها وأجودها، للسمو بالقيمة العلمية لهده الجائزة والارتقاء بها. كما تم التنصيص في دفتر التحملات الخاص بدعم النشر والكتاب على إمكانية دعم إعادة طبع الكتب الفائزة بهذه الجائزة، وذلك بحثا عن أفق آخر لتوسيع مجال تداولها والتعريف بها.
جائزة الحسن الثاني للمخطوطات
دأبت وزارة الشباب والثقافة والتواصل على تنظيم جائزة الحسن الثاني للمخطوطات، منذ إحداثها سنة 1969. حيث أضحت، منذ ذلك الحين، تقليدا ثابتا في المشهد الثقافي المغربي. يأتي ذلك في إطار سعي هذه الوزارة المتواصل لتثمين تراثنا المخطوط والتعريف به، باعتباره أثراً مادياً زاخراً بالكنوز المعرفية المعبرة عن عراقة تاريخنا وأصالة حضارتنا وتماشيا مع التوجيهات الملكية السامية التي ما فتئ حفظه الله يُسْدِيهاَ في كل مناسبة للنهوض بمجالات التراث وأصناف التعابير الثقافية ببلادنا، سيرا على نهج والده المغفور له صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني والذي نالت الجائزة شرف حمل اسمه.
إنه لا يمكن إلا أن نعتز بفضائل هذه الجائزة والتي راكمت رصيدا غنيا من المؤلفاتِ والوثائق التاريخية ذات القيمة العلمية والجمالية العالية ومكنت من الكَشْفَ عن الأُلُوفِ من نفائس الإنتاج الفكري المَحْفُوظِ في خزائِنِ الخواص من البُيُوتَاتِ العلميةِ المغربية. إذ لم تخل أية دورة من اكتشاف أصول نادرة مكتوبةٍ أحيانا بخطوطِ مؤلفيها أَو مقروءةٍ عليهم أَو منقولةٍ عن نُسَخِهِمْ الأصلِيَة، مما عكس إسهام الجائزة في إثراء مصادر البحث التاريخي ببلادنا عبر جمع المتناثر منها ورقمنتها لوضعها رهن إشارة الباحثين.
ولتكريس الإشعاع العلمي للجائزة وتعزيز مكاسبها، مع بداية عقدها الخامس، أقدمت وزارة الشباب والثقافة والتواصل على إجراء تعديلات على مستوى القانون المنظم لها ورفعت من قيمتها المالية.
كما حرصت الوزارة على إصدار، فضلا عن دليل الجائزة، مؤلفاً جماعياً مكوناً من ستة أجزاء يتناول في مجمله دراسة وتحليل وتحقيق جوانب مهمة من تراثنا المغربي المخطوط. وبهذه المناسبة يسعدني أن أوجه جزيل الشكر وبالغ التقدير لجميع الأساتذة والباحثين الذين أسهموا مقالاتهم وأبحاثهم في هذا الإصدار القيم كما لا يفوتني أن أسدي صادق الامتنان لكافة السادة الأساتذة الأجلاَّء، أعضاء اللجنة العلمية لما بذَلوه من جهود مَحْمُودةٍ في مخت مراحل الفحص والانتقاءِ. شكري وامتناني موصول كذلك لكلِّ المساهمين في إشعاع جائزة الحسن الثاني للمخطوطات من باحثين ومحققين ومفكرين وإعلاميين بمختلف المنابر والوسائل المقر وءة والمسموعة والمرئية.
وختاما، لا يسعني إلا أن أتوجه بأحر التهاني لكل السيداتِ والسادةِ الفائزينَ بجوائز هذه الدَّوْرَةِ، وبالشكر الجزيل لكل اللواتي والذين شاركوا بمخطوطاتهم ووثائقهم في إغنائهاوإلى لقاء في مقبل الدورات.