اليوم الوطني للمقاومة : دروس التاريخ وقيم الوطنية والتضحية واستشراف المستقبل

اليوم الوطني للمقاومة : دروس التاريخ وقيم الوطنية والتضحية واستشراف المستقبل

تعد ذكرى اليوم الوطني للمقاومة، التي تصادف يوم 18 يونيو من كل سنة، مناسبة لاستحضار دروس التاريخ وقيم الوطنية والتضحية بما يسمح باستشراف المستقبل.

دروس متجددة في الزمان عمادها تاريخ زاخر بقيم الوطنية والتضحية، التي يتعين نقلها للأجيال الحالية دفاعا عن مقدسات الوطن ووحدته الترابية.

وبهذه المناسبة، اعتبرت مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، أن ذكرى اليوم الوطني للمقاومة تعد أيضا محطة داخل مراحل تعزيز الهوية الوطنية في ظل المقدسات العليا للوطن.

وجاء في كلمة لعبد الكريم الزرقطوني رئيس مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، بمناسبة هذه الذكرى، التي تصادف يوم استشهاد الشهيد محمد الزرقطوني، أن هذه الذكرى تعتبر محطة داخل مراحل تعزيز الهوية الوطنية في ظل مقدساتها العليا، المتمركزة على عناصر الثبات والاستمرارية، والمتمحورة حول قدسية الأضلع الثلاثة لهذه العناصر والمتمثلة في الدين الإسلامي والوحدة الترابية والمؤسسة الملكية، مثلما جسدها شعارنا الخالد : الله، الوطن، الملك.

وتابع السيد الزرقطوني أن الأمر يتعلق أيضا بمناسبة لإعادة استحضار دروس واحدة من أنبل مسارات العطاء الوطني التي فجرت بركان الغضب في وجه الاستعمار خلال سنوات النصف الأول من خمسينيات القرن الماضي.

وما دامت المناسبة شرطا، فإن هذه الذكرى تعد أيضا فرصة لقراءة وتقييم إنتاجات المؤرخين بشأن هذا التاريخ، خدمة للبحث العلمي والثقافة والفكر.

وانطلاقا من هذه القناعة، شدد رئيس مؤسسة الزرقطوني على أهمية قراءة تفاصيل المعركة واستيعاب أبعادها الممتدة في الزمن، لفهم محركاتها المرتبطة بثوابت الأمة التي ا نصهرت على امتداد عقود طويلة، بل وقرون ممتدة لإفراز هذا النهر الدافق الذي دأبنا على وصفه بنهر الحركة الوطنية.

وضمن تفاصيل هذه القراءة، أوضح أن الشعور الوطني المغربي ظل ينبعث ويتجدد في كل مرة كانت البلاد تتعرض لمخاطر تمس بثوابتها وقيمها ومقومات وجودها، حيث اتخذت أشكالا متعددة وأفرزت تعبيرات مختلفة، واعتمدت أساليب متنوعة بتنوع السياق وتعدد الف اع ل ين وباختلاف الوسائل.

وداخل المجرى العام لترسخ الشعور الوطني، يضيف رئيس المؤسسة، “عشنا تعبيرات عميقة عن عناص ر توهج هذا الشعور خلال مغرب الاستقلال من خلال محطات حاسمة داخل مشاريع الجهاد الأكبر مع المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، ثم مع حدث المسيرة الخضراء الباهر لسنة 1975 مع مبدعها المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، وهو نفس مسار التوهج الذي يتابعه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بمشاريع رائدة لتحصين البلاد وحماية وحدتها الترابية، ولتحقيق الارتقاء الاقتصادي والاجتماعي الذي أ ضحى سمة للمشاريع العملاقة التي أصبحت تكسب المغرب صيتا متميزا داخل مجال انتمائه الإقليمي والدولي الواسع والممتد”.

وما دام الاحتفاء بهذه الذكرى هو أيضا عرفان لرموز المقاومة وأبطال ضحوا بالغالي والنفيس من أجل رفع راية الوطن، من بينهم الشهيد البطل محمد الزرقطوني، الذي أسلم الروح لباريها يوم الجمعة 18 يونيو 1954، فداء لوطنه، فإن رمزية هذا الشهيد تتجدد مع الزمن لجهة نصرة قضايا الوطن حاليا ومستقبلا.

في هذا السياق، أبرز رئيس المؤسسة، أنه إذا كان الشهيد محمد الزرقطوني سقط في ساحة المعركة في خطوة جريئة يحفظها له التاريخ بعد أن اختار الاستشهاد لصيانة تجربة المقاومة وحماية رجالها، فإن “روحه لم تفارق تربة الوطن في أي يوم من الأيام .. نشعر بوجوده بيننا في كل وقت وحين، نخاطبه ونحادثه ونستمع لآرائه ونستلهم تجاربه”.

ولفت إلى أن محمد الزرقطوني تحول إلى ضمير جمع ي ظل “يفرض سلطته الرمزية علينا، منبها لنا إلى ضرورة الحفاظ على جذوة الأمل مشتعلة لحفظ رسالة الآباء ولصيانة تضحيات الأجداد”.

وأشار إلى أن الشهيد الزرقطوني انتصر على جلاده وهو في قبره، عندما رفعه المغاربة إلى أرقى الدرجات داخل عوالم المجد والخلود، فكتب اسمه ب مداد الفخر والانتماء، وب ث روحه في نفوس رفاقه الذين فجروها ثورة عارمة لم تتوقف إلا بعد أ ن هزمت جبروت الاستعمار، وبعد أن أعادت الحق لأصحابه بعودة السلطان الشرعي إلى عرشه والاعتراف باستقلال المغرب. تجدر الإشارة إلى أن هذه الذكرى تتميز كل سنة بعقد مهرجانات خطابية ولقاءات تواصلية مع أسرة المقاومة وجيش التحرير بمختلف ربوع الوطن، علاوة على عقد ندوات تسلط الضوء على دلالات ومغازي هذه الذكرى من أجل الحفاظ على تلك القيم المتعلقة بالوطنية والتضحية دفاعا عن الوطن. 



 ومع 18 يونيو 2024 

المزيد من المقالات