الخميس 20 ماي 2021 بالرباط، أشغال ورشة تقنية حول موضوع المناطق الحضرية التاريخية. رهانات وإمكانيات
التدخل، وذلك بمبادرة من مؤس سة المحافظة على التراث الثقافي ل لرباط، التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة ل لا حسناء.
انعقدت يوم
ويندرج تنظيم هذه الورشة في إطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لصدور التوصية الخاصة بالمناظر الحضرية التاريخية، والتي تم
اعتمادها في نونبر 2011، من طرف المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو. وقد تم افت تاح هذه الاحتفالات يوم 20 ماي، من خلال هذه
الورشة التقنية، على أن ت تواصل فعالياتها إلى غاية شهر نونبر المقبل وفي كلمة بالمناسبة، وبحضور والي جهة الرباط-سلا- القنيطرة،
قال وزير الثقافة والشباب والرياضة، السيد عثمان الفردوس، إن مفهوم المنظر الحضري التاريخي، وهو مفهوم جديد نسبيا، يتجاوز
الحدود المادية ل لمركز الحضري أو المركز التاريخي من خلال إدراج البعد البيئي المستدام والبعد غير المادي. وأشار السيد الفردوس،
في مداخلة عبر تقنية الفيديو، إلى الأوراش السابقة التي نظمتها المؤس سة، ولاسيما تلك المتعلقة بالبعد التشريعي لحماية التراث
والمحافظة عليه.
وفي هذا الصد د، سجل السيد الفردوس أن الوزارة قدمت مشروع قانون جديد حول التراث، لتحي ين القانون رقم 2.80 2 المتعلق
بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات، حيث سيشمل أحكام تأخذ في الاعتبار
مفهوم المنظر الحضري التاريخي وجميع التحديات الجديدة التي تواجه المهندسين المعماريين والقيمين على التراث.
وأبرز الوزير الحاجة إلى إعادة قراءة حقيقية لسمات التراث والاستجابات الجماعية ل لتحديات التي تطرحها هذه المقاربات الحضرية.
من جانبه، قال الأمين العام لمؤس سة المحافظة على التراث الثقافي ل لرباط، السید کريم التاجموعتي، إنه من الضروري التفكير في
إدراج جميع القيم التراثية والثقافية، وتلك المتعلقة بالمناظر، على نطاق واسع، في استراتيجيات الحفاظ والتنمية الحضرية في مواجهة
القيود التي أصبحت أكثر تنوعا.
وفي هذا السياق، يضيف السيد التاجموعتي، تبين أنه من الضروري وضع الأدوات، التي جاءت بها توصيات )يونسكو( المتعلقة بالمنظر
الحضري التاريخي، في خدمة الحفاظ على المناطق الحضرية.
وأشار إلى أن هذا ال لقاء، الذي يقدم تحليلا قائما على التجارب ودراسات الحالة، سيساهم في فهم متجد د لمفهوم المجموعات التاريخية
من خلال مقاربات يكون فيها الإبداع والابتكار أدوات ل لمصالحة في مواجهة الرهانات المعقدة الناتجة عن التدخلات في موقع التراث.
وسجل الأمين العام ل لمؤس سة أن مدينة الرباط شهدت مشاريع كبرى أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بهدف الحفاظ على
سمات المعالم والمواقع التاريخية ل لعاصمة، منذ إدراجها على قائمة اليونسكو ل لتراث العالمي.
من جهتها، قالت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، السيدة نزهة بوشارب، إن مشاركة الوزارة في هذا
الاجتماع تعز ز تدخلاتها على المستويات التشغيلية والمؤس ساتية والتكوينية
وبخصوص الجانب المؤس ساتي، أوضحت السيدة بوشارب، في تصريح صحفي، أن الأمر يتعلق بإشراك الوكالات الحضرية في تنفيذ
مشاريع الحفاظ على التراث، لاسيما تراث مدينة الرباط ، مضيفة أن الوزارة ت تدخل على مستوى 51 مدينة ل لحفاظ على التراث في
المدن القديمة من خلال تعبئة ملياري درهم.
وعلى مستوى التكوين، أكدت المسؤولة أن الوزارة تسهر من خلال معاهدها التكوينية على بلورة وحدات مخص صة ل لحفاظ على التراث.
من جانبه، أشار المسؤول عن البرنامج الثقافي بمكتب منظمة الأم م المتحدة ل لتربية والعلوم والثقافة )اليونسكو( في منطقة المغرب الكبير،
السيد کريم هنديلي، إلى أن النقاش، الذي سيجري مع المؤس سات المعنية والخبراء، سيركز على عدة قضايا أساسية، منها، كيف
يمكن نا استخدام التراث كفرصة ل لتنمية؟ وهل يمكن التوفيق بين التنمية العمرانية والحفاظ على التراث؟. وأضاف السيد هنديلي نحتفل
خلال 2021 بالذكرى العاشرة لصدور +التوصية الخاصة بالمناظر الحضرية التاريخية+، والتي تمثل أداة معيارية مهمة ل ل لغاية من أجل
تعزيز حماية التراث العمراني والمعماري”.
وشكلت هذه الورشة التقنية، التي نظمت بتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة، و وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والسکنی
وسياسة المدينة، إلى جانب المكتب الم مثل لمنظمة )يونسكو( في منطقة المغرب الكبير، والتي ضمت خبراء وطني ين ودولي ين، متخص صين
في الشأن الحضري ومهندسين معماريين إلى جانب العديد من الفاعلين المؤس ساتي ين المغاربة والأجانب، فرصة لمناقشة الرهانات
والفرص التي يتيحها التدخل في المجالات الحضرية التاريخية.
كما شكلت الورشة، التي ضمت جلستين، منصة ل لنقاش وتبادل الآراء حول الموضوع، ومكنت من تجاوز الم مارسات المتعلقة بالتدبير
الحضري والمقتصرة فقط على حماية النسيج، وذلك بفضل مداخلات مختلف المشاركين في الجلستين.
وجرى عرض أدوات جديدة لحماية السمات ذات القيمة التراثية لكل تجمع حضري، وخاصة منها تلك التي ت تمتع بقيمة كونية استثنائية
الأحد مواقعها، كما هو الحال مع مدينة الرباط۔
واستعرض الخبراء المشاركون في هذه الورشة التقنية، تجارب عدد من المدن، من بينها الإسكندرية وبيروت ودکار وتونس وزنجبار، حيث
مكنت المداخلات من تحديد مجموعة من التوصيات التي تسمح بالتوفيق بين ضرورات التنمية الحضرية، ومتطلبات حماية التراث
التاريخي.
ومنذ إدراج الرباط كموقع تراث عالمي سنة 2012، تم تكريس مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي ل لرباط، تحت رئاسة صاحبة السمو
الملكي الأميرة ل لا حسناء، كهيئة ذات طابع أفقي لتنسيق العمليات والأنشطة الرامية إلى حماية وتعزيز تراث العاصمة.
وتهدف المؤس سة من خلال أنشطتها إلى استدامة المواقع والموروث ذي القيمة التاريخية والمعمارية والفنية والجمالية سواء المادي
الأجيال عبر وال لامادي، المرتبط بكل جوانب التراث الثقافي ل لرباط، وكذلك ضمان نقل هذا التراث المصنف الذي تزخر به عاصمة المملكة .
ومن أجل ضمان هذه المهمة، تسهر المؤس سة على ضمان الالتقائية بين مختلف الفاعلين المعني ين بالحفاظ على التراث، كما تعمل
المؤس سة أيضا على التحسيس والرفع من الوعي بأهمية التراث وتعزيز مكانته وتقي يم مختلف البرامج المتعلقة بتثمينه والحفاظ عليه.
ومع 20 ماي 2021