المجتمع المدني يضطلع بدور أساسي في عملية الأرشفة والتوثيق وحفظ الذاكرة الوطنية

المجتمع المدني يضطلع بدور أساسي في عملية الأرشفة والتوثيق وحفظ الذاكرة الوطنية

أكد وزير الثقافة والاتصال، السيد محمد الأعرج، يوم الاثنين 10 يونيو 2019  بالرباط، أن المجتمع المدني يضطلع بدور أساسي وهام في عملية الأرشفة والتوثيق لحفظ الذاكرة الوطنية، وذلك من خلال العمل التحسيسي الفعال الذي يمكن أن تقوم به الجمعيات بفضل قربها الاجتماعي.
وقال السيد الأعرج، في مائدة مستديرة حول “المجتمع المدني والأرشيف”، نظمت بمناسبة اليوم العالمي للأرشيف، إن هيئات المجتمع المدني تساهم بخبراتها ومعارفها الميدانية في المجهود التنموي، وكذا في نشر ثقافة الأرشيف، مشيرا إلى أن الوثائق والأرشيفات تعد أساس وجود الهيئات والمؤسسات، ومرجعا وفيا لقياس تقدمها والتزامها ومسؤوليتها.

وأبرز الوزير، في كلمة تلاها بالنيابة عنه الكاتب العام لوزارة الثقافة، عبد الإله عفيفي، أنه من الضروري اكتساب هيئات المجتمع المدني كيفية تصنيف وحفظ أرشيفها الداخلي، مضيفا أن لهذه العملية دور في حفظ كيان الهيئة المعنية للأغراض التدبيرية والعلمية وغيرها.

وذكر الوزير، بهذا الصدد، أن الوزارة جعلت موضوع الأرشفة والتوثيق من المحاور الهامة ضمن إستراتيجيتها لما له من أهمية قصوى في المسار الديمقراطي الحداثي للمملكة، مشيرا إلى ضرورة التركيز، في هذا المجال، على الاستفادة مما تتيحه التكنولوجيات الحديثة من أدوات ووسائل كفيلة بتحقيق أرشفة آمنة ومتطورة وسريعة.

ودعا السيد الأعرج، في هذا الصدد، إلى التنسيق الواسع بين جميع المؤسسات المعنية، كليا أو جزئيا، بتدبير الأرشيف والوثائق، وذلك لتبادل المعارف والاستفادة من التجارب وبالتالي توحيد الرؤى والتدخلات واقتصاد الوسائل.

من جهته، أوضح مدير مؤسسة أرشيف المغرب، السيد جامع بيضا، في مداخلة بالمناسبة، أن اختيار المؤسسة موضوع “المجتمع المدني والأرشيف”، هذه السنة، لم يكن اعتباطا، وإنما ينبثق من الدور الذي يضطلع به المجتمع المدني المتمثل في الجمعيات والتنظيمات غير الحكومية وغير الربحية، في المجتمعات الديموقراطية في شتى المجالات، مشيرا إلى تنامي هذا الدور في الفضاء العام المغربي خاصة خلال العقدين الأخيرين.

وذكر أن هذا اللقاء يفسح المجال لتبادل التجارب بين الجمعيات، التي جعلت من الاهتمام بالأرشيف والتراث قطب رحى نشاطها، منوها، في هذا الصدد، بتجربة جمعية فكيك للتراث وثقافة الواحات التي قامت بإثارة انتباه مؤسسة أرشيف المغرب إلى مجموعة كبيرة من الأرشيفات التي ترجع إلى الفترة الاستعمارية والتي كانت قاب قوسين أو أدنى من الإتلاف.

وأشار إلى أنه تم إنقاذ حوالى طن واحد و200 كيلوغرام من الأرشيف، وهي اليوم محفوظة بأرشيف المغرب ريثما يتم جردها وإتاحتها للعموم وتثمينها بمختلف الوسائل.

من جهة أخرى، أكد المتدخلون خلال هذه الندوة أن التعامل مع الأرشيف يتطلب إرساء ثقافة الأرشيف من خلال الاهتمام به والنهوض به وحفظه من الإتلاف والضياع، وتسهيل الولوج إليه، وتعميم تعليمه.

وأبرزوا أن المجتمع المدني مدعو للمشاركة، إلى جانب المؤسسات العمومية، في تدبير وحفظ الأرشيف، كما يمكن أن يكون قوة اقتراحية تغني القوانين والمؤسسات بمضامين شديدة الغنى والنجاعة في هذا المجال.

وتجدر الإشارة إلى أنه تم التوقيع، على هامش هذه الندوة، على اتفاقيتي تعاون، حيث وقعت الأولى بين مؤسسة أرشيف المغرب وجمعية فكيك للتراث وثقافة الواحات، والثانية بين المؤسسة ذاتها ومؤسسة دافيد مونتكومري هارت للدراسات الأمازيغية، وهي على شكل هبة تشمل أرشيف دافيد مونتكومري هارت منحتها المؤسسة لأرشيف المغرب.

وكرس المجلس الدولي للأرشيف، منذ العام 2005، يوم التاسع من يونيو من كل سنة يوما عالميا للأرشيف، وذلك بهدف التعريف بأهمية الأرشيف والأرشيفيين في المجتمعات العصرية، وتثمين حرفة كثيرا ما نالها الإهمال ونظر إليها بازدراء.

ومع 10 يونيو 2019